"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

24‏/1‏/2009

الاحتلال وتجارة الرقيق 5: متعة التسوق في دبي

بقلم : عشتار العراقية

يحدثني صديق كيف رحل الى دبي في 1969 بحثا عن عمل فوجد كما يقول نصف المدينة مخصصا للدعارة وكان مركزها في منطقة تسمى (سكة الخيل) ، وفيها اكثرية من الايرانيات والهنديات والباكستانيات وقلة من البحرين وفلسطين ولبنان ومن المواطنات ايضا. وحسب ماسمع ان العاملات في هذه المهنة كن يدفعن جزءا غير قليل من مداخيلهن للحاكم مقابل السكن واجازة مزاولة المهنة ، ويقول انه حتى مغادرته البلاد في 1974 كان في ابي ظبي والعين مناطق خاصة علنية للدعارة .

والآن بعد اكثر من 30 سنة، تزدهر التجارة وتتخذ أبعادا أخرى، خاصة في مدينة دبي التي " وصفت بلاس فيجاس الشرق الأوسط. فخلال العقد الماضي ظهرت كمركز عالمي للأعمال يسعى الى تحقيق أرقام قياسية جديدة من حيث: أطول بناء في العالم، أول فندق سبعة نجوم في العالم، أكبر مجمع تسوق في العالم، و أكبر ميناء اصطناعي في العالم. تعد منطقة التجارة الحرة في دبي إغراء أساسي للمستثمرين الأجانب، و عمل جو المدينة المزدهرة على استقطاب أكثر من 180 جنسية للقدوم و العيش و العمل فيها. ففي ملعب الشرق الأوسط هذا، وجدت منحدرات داخلية للتزلج، سباقات للنوق و ناطحات سحاب مسببة للدوار."- ميمي شاكاروفا

وحسب الاحصاء الرسمي الحكومي فإن سكان دبي 1.517.186 نسمة منهم 16% فقط من أهل دبي الأصليين (المواطنين) . البقية كالآتي : الغربيون والصينيون 76% من أهل دبي. العرب وخاصة من مصر وسوريا والاردن والعراق الخ 8% من أهل دبي. نسبة الرجال الى النساء في المدينة 3 رجال الى 1 امرأة.

وبالنظر لتاريخ المدينة القديم في الدعارة كما وصفه الصديق في أعلاه، وبالنظر لسعي المدينة لتكون مركز الجذب السياحي والتجاري والمالي في المنطقة وبسبب وجود القواعد العسكرية في منطقة الخليج، والجيوش الهائلة من المقاولين الأجانب (المتعاقدين مع البنتاغون لأي خدمة في المنطقة يسمون مقاولين)، إضافة الى رجال الأعمال وصيادي الفرص من الأجانب والعرب من دول الخليج الأخرى الذين كانوا يذهبون في اجازاتهم الاسبوعية الى لبنان قبل الدمار والى البصرة قبل الخراب، والى تايلاند البعيدة ، أصبحت الان دبي مقصد اجازاتهم السعيدة. لكل هذه الأسباب فتحت دبي أبوابها وأغمضت اعينها. ومع الثروة والفرص والفساد الرسمي الذي يتربح من كل هذا ، اصبحت دبي مرتعا لتجارة الجنس من كل شكل ولون. النساء والاطفال والذكور. اي شيء يباع في سوق المتعة المفتوحة هذه والتي شعارها "تعال الى دبي حيث متعة التسوق". صارت المدينة موئلا للتجارة المحرمة بالنساء والعمال وكل انواع الاستعباد. وفي هذه المدينة الصغيرة تذكر وزارة الخارجية الأمريكية في تقريرها السنوي حول تجارة تهريب البشر ان هناك حوالي 10 آلاف امرأة من افريقيا وشرق اوربا وجنوب وشرق اسيا وايران والعراق والمغرب ، قد يكن ضحايا التجارة بالاجساد. وأن سهولة شراء الجنس من شوارع دبي وإغماض الحكومة لعيونها، يجعل رجال الاعمال الذين يزورون دبي مرة واحدة يعاودون الزيارة.

ويقول احدهم "طلب امرأة بالتليفون اسهل من طلب البتزا في دبي" . وتقول واحدة امريكية في تعليق على احد المواقع أن زوجها ذهب الى دبي لحضور مؤتمر أعمال، وانها فوجئت به يعترف لها بأنه كان يطلب نساء الى غرفته في الفندق بين جلسات المؤتمر. وتقول اخرى "كان زوجي مقاولا في العراق وكان يمر بدبي كلما عاد الى الوطن، وقد أعلمني ان كل العمال في شركته يذهبون الى دبي قبل ان ينقلوا الى العراق."

تقصد طبعا ان العمال والعاملات الذين يخدعون بأن مجال عملهم سيكون في دبي ثم ينقلون قسرا او خداعا الى العراق. فدبي هي محطة ترانزيت ايضا للتجارة بعمال السخرة في العراق.

بين حين وآخر تطلع علينا حكومة دبي بأخبار القبض على متاجرين بالبشر او على متهمات بالدعارة او تصريحات بأنها تضرب بيد من حديد على التجارة غير القانونية بالبشر,

طبعا هذا كلام نفاق ومن أجل عيون الرأي العام العالمي. ولكن الواقع ان حكومة دبي تتربح من هذه التجارة وكما حدث في الستينات والسبعينات من القرن العشرين ، فإن الدولة تجني الارباح من المتورطات في هذا العمل ، بشكل ضرائب اقامة وتأشيرات وغير ذلك، وأهم ارباحها هو تدفق الجنود و رجال الأعمال وغيرهم ممن يريد الاستجمام في الفنادق والاستراحات والبارات والنوادي وغيرها مما يوفر الجنس الرخيص وبكل اشكاله . ولو كانت دبي تريد السيطرة على هذه الأوضاع ، لاستطاعت ، أليس كذلك ؟ ان منح التأشيرات في دول الخليج للعرب مثلا صعبة جدا، فهل يمكن ان نصدق ان هؤلاء البنات والنساء والاطفال يدخلون بدون ان تأخذ الحكومة علما بطبيعة عملهم واسباب تواجدهم ؟

في التقرير التالي تتحدث الصحفية البلغارية ميمي شاكروفا عن تجربتها في دبي :

(في 13 أيلول 2007- قبل أربعة أعوام، بدأت بتنفيذ مشروع تصوير حول صناعة الاتجار بالجنس بالنساء الشابات في أوروبا الشرقية، و قمت بمقابلة و تصوير فتيات كن قد نجون منها. فقد تم الاتجار ببعضهن و إرسالهن إلى تركيا و روسيا، بينما تم إرسال بعضهن الآخر لغاية الإمارات العربية المتحدة، بعد إغوائهن بوعد توظيفهن في أشغال قانونية و بمستقبل أكثر إشراقا. و حالما وصلن إلى البلد الجديد، تم تسعيرهن و بيعهن و مصادرة كافة الوثائق الخاصة بهن. قالت لي النساء الشابات أنه تم إجبارهن على تقديم خدماتهن لميكانيكيين و جنود و رهبان و جزارين و سائحين و حتى إلى موظفين في الأمم المتحدة الذين من المفروض منهم توفير الحماية لهؤلاء الشابات.

لقد ترعرعت في أوروبا الشرقية والتقيت بفيكا خلال رحلتي الثانية إلى مولدوفا لتغطية الأحداث هناك . قالت لي أنه تم نقلها إلى دبي حيث تم أحيانا إجبارها على تقديم خدماتها لأكثر من 30 زبون يوميا. و سرعان ما تعلمت المصطلحات الإنجليزية اللازمة لمنع مالكها من ضربها… كلمات مثل “كم السعر؟” و ” باستخدام الواقي أو بدونه؟” و في مرة من المرات، من غير استخدام الواقي، لم يحالفها الحظ و حملت. و لكن سيدها لم يأبه بذلك و أجبرها على العمل خلال فترة حملها.

بعد سماع قصة فيكا، شعرت بأنه علي الذهاب إلى دبي من أجل فهم المزيد.

عندما وصلت إلى مرحلة نشر هذه القصة بصحبة مصورة الفيديو ساشي كننجهام، كنت على استعداد لمواجهة الذل الإنساني الذي عرفته في تجربة فيكا، و لكنني فوجئت عند اكتشافي لشيء آخر. قابلت نساء يعملن كبائعات هوى قالوا لي أنهن اخترن ممارسة هذه المهنة. فعلى سبيل المثال، تم الاتجار بساشا من سيبيريا و إجبارها على تقديم الخدمات للزبائن. و لكنها استطاعت أن تهرب من سيدتها و قررت أن تستمر في ممارسة مهنتها لوحدها. تقوم ساشا بطلب 500 درهم في الساعة (أي ما يعادل 140 دولار أمريكي). قالت لي أن المال الذي ترسله إلى أهلها في سيبيريا مكنهم من بناء منزل.

التقيت بامرأة أخرى من أذربيجان كانت تعيش مع “صديقها”، و هو اللقب الذي استخدمته لوصف أحد زبائنها الدائمين. قالت لي كيف يقوم في كثير من الأحيان بحبسها في الشقة لكي تقدم خدماتها حصريا له. عندما التقيت بها للمرة الأولى، حدثتني عن ابنها في أذربيجان و كيف قامت بإرسال المال إليه لكي يتمكن من شراء حاسوب لأول مرة.

في دبي، نسبة عدد الرجال إلى عدد النساء هي 1:3، و يتواجد فيها أماكن مختلفة و عديدة لشراء الجنس – في بيوت الدعارة، حيث كان يتم الاتجار بفيكا مرة تلو الأخرى، و في الزقاق الخلفية، حيث يقوم العمال المهاجرون بالدفع مقابل بضعة دقائق من المتعة، إلى النوادي الليلية الأساسية ذات الطابع الغربي، التي كثيرا ما تكون موجودة في فنادق عريقة، حيث تقوم نساء من مختلف أنحاء العالم بالتجمع وفقا لجنسياتهن ريثما ينتظرن الزبون التالي.

في النهاية، قررنا أن الطريقة الوحيدة لاكتساب نظرة أقرب على صناعة التجارة بالجنس في دبي، التي بالكاد أن تكون ممارسة متخفية و في دولة إسلامية حيث ممارسة بيع الهوى غير قانونية، هي من خلال زيارة بعض هذه النوادي و التقاط أسرار الليل للمدينة بأنفسنا.)

ورغم ان الصحفية بينت هنا ان النساء بقين بعد اجبارهن على الدعارة لممارسة نفس العمل واحيانا لحسابهن الخاص لأنه اكثر ربحا، ولكن في الواقع ان بيع الجسد بسبب لقمة العيش هو نوع من الإجبار والاكراه والاغتصاب.

ومايهمنا في موضوع دبي الآن هو : التجارة بالنساء العراقيات في دبي، كيف يتم اغوائهن وخداعهن واخضاعهن بالقسر لهذا المصير.

دعوني أشرح لكم روتين التجارة بالنساء بشكل عام وبالعراقيات بشكل خاص.

1- أما بالاغواء بوجود عمل ذي عائد مغر، في الخليج ، والعمل في الخليج حلم لكثير من البشر الذين يحلمون بالثراء ، او على الاقل بايجاد عمل يدر دخلا افضل مما لديهم ، خاصة في مناطق النزاعات والحروب حيث الفقر والتشرد والبطالة . وبما أن الوصول الى الخليج صعب جدا، يحتاج الى تأمين تأشيرة وايجاد عمل وكفيل الخ. فإن تحقيق ذلك يعتبر معجزة من المعجزات.

من يقوم بالاغواء؟ الاعلانات التي ينشرها افراد أو شركات (مافيا) تزعم وجود طلب على (مدرسات – ممرضات – جليسات اطفال – سكرتيرات – عاملات في مطاعم الخ) من الوظائف الشريفة والسليمة ، ولكن سوف تلاحظون ان الاعلان يشترط سنا معينا او (المظهر الحسن).

او يقوم بالاغواء سماسرة معروفون في المنطقة باعتبارهم يستطيعون تأمين اعمال في الخليج وان لهم وساطات وامكانيات ، فتلجأ اليهم النساء اللواتي يحتجن الى عمل لإعالة الاسرة .

2- عروض الزواج من رجال خليجيين بالتوكيل، او عرض زواج من احد السماسرة الموجودين في العراق. وقد انتشر زواج المتعة لأنه لا يكلف شيئا كثيرا ويستطيع ان يأخذ الزوج عروسه المؤقتة الى خارج العراق مباشرة . واحيانا يمثل السمسار دور العاشق الولهان الذي تقع في براثنه الضحية خاصة اذا كانت صغيرة السن لا تجربة لها.

3- الخطف : وفيه يتم خطف الفتيات واغتصابهن وتصويرهن وتهديدهن بالرضوخ للعمل بالبغاء او ارسال الصور الى اهاليهن. الفتاة بعد ذلك لاتجد أمامها الا الانصياع لأي شيء خوفا من عائلتها حيث ينتظرها القتل غسلا للعار ، حين تصبح الضحية مجرمة حسب تقاليد مجتمعاتنا المنافقة. وترضخ لمصيرها .

4- الفساد الرسمي كما رأينا حيث تقدم الفتيات في دور الرعاية او الايتام او ملاجيء النساء الى مافيات الدعارة .

والفساد هو الراعي الأكبر لهذه التجارة، والفساد يشمل رجال الامن والشرطة والقضاء وموظفي المطارات والحدود البرية، وكلهم يتربحون من هذه التجارة.

اجراءات التجارة بالبشر

بعد وقوع الضحية كما رأينا في ايدي السماسرة، بأي من الطرق السابقة، تتم عملية ترويضهن من اجل الخضوع، فلايمكن تقديم الضحية للزبون وهي في حالة صراخ ورفض، تلك مرحلة أخيرة ، تكون الفتاة قد وصلت اقصى حالات اليأس والانصياع الكامل لمصيرها المظلم.

الاخضاع يكون بالضرب والحبس والاغتصاب اذا كانت الضحية امرأة أما الفتاة العذراء التي تجلب سعرا افضل، فهي تغتصب في حالة اذا اراد السمسار ان يشغلها لحسابه وليس لبيعها لسماسرة اخرين ، وتصويرها عارية والتهديد بفضحها امام الأهل. ثم الاسراع بإخراجها خارج البلاد او حبسها في المكان المعد لممارستها العمل داخل العراق.

الضحية تباع لأكثر من سمسار ، احيانا يكون بعضهم سماسرة صغار لايهمهم الا الحصول على بضعة مئات من الدولارات عن كل فتاة تغوى او تخطف ، وبعضهم يحب ان يعمل لحسابه فتكون الضحية رأس المال الذي يبدأ به شق طريقه في الحياة، وبعضهم يرتبط بالمافيات الكبيرة ، فيبيعها لهم .. وهكذا حين تصل الضحية الى المحطة الاخيرة تكون قد بيعت الى أكثر من سمسار.

اذا كانت الضحية ستنقل الى خارج العراق، فإنها ستحتاج الى استخراج جواز سفر، وعادة يقوم السمسار بذلك وقد يستخرج لها جواز سفر مزور. واذا كانت ستنقل الى الخليج فإن السمسار يطلب منها مالا للتاشيرة والاقامة وغير ذلك وكل ذلك يسجل عليها ديونا ، عليها ان تظل تسددها في الاشهر الاولى او حتى بعد سنة او سنتين ، اي انها ستعمل مجانا ، طوال تلك الفترة.

في الخليج يحتفظ أخر مالك لها بجواز سفرها، فلا تستطيع الهروب. واذا هربت فإنها تعتقل بتهمة الدخول خلسة للبلاد وبشكل غير شرعي كما تعتقل بتهمة ممارسة الدعارة. حيث القوانين لا تفرق بين الدعارة بالارادة وبالاكراه . وفي كل الاحوال تصبح الضحية هي المجرمة ، وربما تسجن او ترحل الى بلادها حيث ينتظرها القتل غسلا للعار اذا التجأت الى عائلتها او الوقوع مرة اخرى في فخ ممارسة الدعارة التي ستصبح مصيرها الأبدي.

فيما يلي بعض القصص عن هؤلاء الضحايا :

تانيا من اوكرانيا "أغريت بالتوظيف في عمل في الامارات وحين وصلت الى ابي ظبي اخذت الى دار دعارة قال لها صاحبها انه دفع فيها 7000 دولار وعليها ان تعمل في بيع جسدها لتسدد ديونه . استطاعت الهرب بعد ثلاثة شهور، والتجأت الى مركز شرطة وشكت لهم فاعتقلوها وقدموها للمحاكمة وسجنت في سجن صحراوي لمدة 3 سنوات بتهمة الدعارة . في عام 2001 افرج عنها ورحلت الى اوكرانيا"

نورا من بلد عربي في شمال افريقيا " مدرسة في بلادها عرض عليها وظيفة مدرسة في دبي . دبر لها الجواز والتأشيرة الرجل الذي استقدمها للعمل. وقيل لها ان مندوبا من المدرسة سوف يستقبلها في المطار. نورا في العشرينات من عمرها . في المطار استقبلها رجل وزوجته واخذاها الى بيتهما في الشارقة، وحبساها في غرفة. ظلت تسألهما في الايام الاولى متى تبدأ في عملها بالمدرسة. فضحكا وقالا لها انها ستعمل في الدعارة . وحين رفضت هدداها بأنها ستظل محبوسة حتى ترضخ. امتنعت عن تناول الطعام والشراب وحين تدهورت صحتها اخذها الزوجان الى المستشفى القريب ومن هناك استنجدت بالشرطة الذين ساعدوها على الهرب.

مريم 16 سنة عراقية باعها ابوها بعد مقتل امها في الغزو الامريكي للعراق ، للعمل كخادمة في الخليج مقابل 6000 دولار ، وبدلا من ذلك وجدت نفسها تبيع جسدها. تقول "كنت عذراء في ذلك الوقت ولكن السماسرة قالوا لي ان هناك رجلا عجوزا دفع مبلغا جيدا لقضاء اول ليلة معي. بعدها اخذت الى بيت في دبي فيه 20 عراقية صغيرات السن، يمارسن البغاء" – القصة ذكرتها منظمة ايرين التابعة للامم المتحدة.

طفلة عراقية في الخامسة عشرة من عمرها ، هاجرت مع عائلتها من ويلات الاحتلال الى سوريا ، وحين تردت احوال الاسرة ، اقنعها قريب لها ان تبيع جسدها لتساعد اسرتها وعرفها على (ن.أ) الذي استخرج اوراقا تثبت انه والد الفتاة واخذها الى دبي. وهناك كان يأخذها في جولات على النوادي الليلة ، وقد وقع الاثنان بيد الشرطة ، وقدما للمحاكمة ، شهدت الفتاة انه لم يكن يعطيها نقودا بل كان يحبسها ويضربها. حكم عليه بتهمة اجبار قاصر على الدعارة ، لمدة ستة شهور سيرحل بعدها. والفتاة مقدمة الى المحكمة بتهمة ممارسة الدعارة.

**

لو بحثتم قليلا ، ستجدون ان كل المافيات تجتمع في دبي، أكثر شركات المتاجرة بالبشر: جنسا او اعمال السخرة، لها فروع في دبي. إن اغلب العمال المخدوعين والنساء المخدوعات يتوقفون في محطة دبي، قبل ان ينتهوا الى مصيرهم المحتوم. لابد من دبي وإن طال السفر.

تقول شارلا مصبح وهي ناشطة حقوق انسان في دبي وتدير ملجأ للنساء المهربات، ان العاملات بهذه المهنة في الامارت يعملن من الفنادق وان هناك عصابات منظمة خلف هذه التجارة. "هناك مافيات منظمة من خارج البلاد تملك فنادق في الامارات وهم الذين يديرون هذه التجارة "

لماذا هذه التسهيلات ، لماذا اغماض العين وغض البصر؟ لماذا هذا الطفح الجنسي في دبي؟ ما أهمية دبي عدا كونها مركز جذب رجال الأعمال ؟

الجواب الأزلي هو : القواعد العسكرية . فهناك عدة قواعد عسكرية امريكية في الامارات، اهمها قاعدة الظفرة الجوية في ابي ظبي ، وميناء الفجيرة وميناء جبل علي في دبي، وهذا يعد من اكثر الموانيء خارج الولايات المتحدة زيارة من طرف السفن الامريكية ؟ لماذا ؟

للتزود بالوقود والمؤن ، ولاستجمام الجنود.

في 13 مارس 2003 قبل بدء الغزو على العراق بيومين ظهر هذا الخبر في جريدة الشرق الاوسط:

  السفارة الأميركية في الإمارات تحذر رعايا بلادها المقيمين في الإمارات من ارتياد النوادي الليلية بدبي

رفض مسؤولون في السفارة الاميركية في ابوظبي تحديد طبيعة المؤشرت التي دفعت السفارة الى توجيه رسالة تحذير للرعايا الاميركيين بتوخي الحذر عند ارتيادهم النوادي الليلية والاماكن العامة في دبي.
وقال هؤلاء المسؤولون ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول ما اذا كانت لديهم معلومات محددة حول هجمات ارهابية محتملة على رعايا الولايات المتحدة، ان التحذير يستند الى تحليل لسلوك الجماعات الارهابية التي تستهدف في العادة «الاهداف الاميركية السهلة والتي لا تتوفر لها حماية كتلك التي تتوفر للمصالح الاميركية الرسمية».

واوضح هؤلاء المسؤولون ان رسالة التحذير تعطي ارشادات لضمان امن ابناء الجالية الاميركية في كل الظروف.

ويقدر عدد الاميركيين في دولة الامارات بحوالي 15 ألف نسمة، لكن يعتقد ان قسما منهم غادر البلاد في ضوء الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة.

وحسب مصادر اميركية، فان النوادي الليلية في دولة الامارات بشكل عام ودبي بشكل خاص كانت تشهد اقبالا من قبل افراد القوات الاميركية العاملة في منطقة الخليج، لكن اعداد الذين يترددون على هذه النوادي من تلك القوات اخذ في التراجع في ظل حالة الاستنفار العامة التي تعيشها القوات الاميركية حاليا.

حسنا لقد وقعت الحرب ودمر العراق وتم احتلاله وعادت السفن الأمريكية تتردد على دبي ، وعاد الجنود يفرغون شهواتهم في البنات التي توفرهن لهم دبي من كل انحاء العالم الفقير الذي سبق ان دمرته أمريكا، وعادت النوادي الليلية في مدينة الفجور تغرق بالخمور والجنس، وعادت السمسارة "دبي" متألقة ، مزدانة بالذهب المصاغ من دماء عذارى العراق. وعادت الى الواجهات لافتات مضاءة تصرخ "جربوا متعة التسوق في دبي" .


هناك تعليق واحد:

  1. هااااااا...........هاي هسه عرفت ليش اوباما خابر (خادم الحرمين الشريفين) قبل ما يوقع عل القانون مال السماح بالاجهاض...؟
    اثاري هو عنده فكرة عن الخيسة اللي سببتها الحكومة والجيش والمرتزقه الامريكان بمنطقة الخليج...لذلك اتصل بملك السعودية حتى يأثر على ولد العمام بهاي المسألة.............هسه عرفت , واذا عُرف السبب بطُل العجب..!!!!!!!!!

    الخبر نشرته الجزيرة نت يوم 24 يناير 2009 وهذا عنوانه ومقتطف منه.......

    أوباما يهاتف القادة الحلفاء ويوقع قانونا للإجهاض

    (وقالت الناطقة باسم جمعية العمل الدولية لمناصرة الإجهاض إن الوضع الصحي للنساء تدهور عامة نتيجة قطع الدعم عن برامج التنظيم الأسري، مشيرة إلى أن قرار أوباما سيساهم في الحد من حالات الحمل غير المرغوب فيه ومن ارتفاع الوفيات لدى النساء اللواتي يسعين إلى وضع حد لحملهن بطرق غير شرعية.)

    خخخخخخخخخخخخخخخ




    عراق

    ردحذف