قتل العراقيين : لعبة كومبيوتر

الأباتشي القاتلة

ترجمة وتعليق : عشتار العراقية

هذا الفيلم الذي يصور جريمة قتل مدنيين عراقيين في 12 تموز 2007 في منطقة بغداد الجديدة انتشر سريعا على الانترنيت والفضائيات والصحف وأتوقع أن يحدث رد فعل على مستوى الرأي العام العراقي والدولي. الفيلم يفضح عدة أشياء:

1- فظاعة ارتكاب جرائم قتل العراقيين بدم بارد وكأن المسألة هي لعبة فيديو جيم تحصل على نقاط فيها كلما قتلت المزيد مما يستحق التهليل والاستحسان .
2- كذب الجيش الأمريكي في التغطية على جرائم الحرب هذه واصدار بيانات مضللة تتعلق بعدد الشهداء وبهوياتهم وأسباب إبادتهم.

3- وسائل الإعلام التي تشارك في التضليل فتنشر أخبارا مستقاة من جهة واحدة هي (الجيش الأمريكي) دون تحقيق.

5- أهم من ذلك ان الفيلم يفضح حقيقة (الحرب) الدائرة في العراق.

6- وجود مواقع تحقيقية تسعى بكل جهدها للحصول على أدلة إدانة لنشرها وفضح اسرار طويت ، ووجود الانترنيت سوف يساعد سريعا على الوصول الى الحقائق التي يحاول الأشرار والمجرمون طمسها.
الخبر:
(رويترز) - نشرت جماعة يوم الاثنين تسجيل فيديو للجيش الأمريكي مصنفا على أنه سري يصور هجوما في عام 2007 لطائرات مروحية من طراز أباتشي أودى بحياة 12 شخصا في بغداد منهم اثنان من صحفيي رويترز.
وتسمى الجماعة التي نشرت الفيديو ويكيليكس WikiLeaks وهي تشجع على نشر المعلومات السرية لمكافحة الفساد على مستوى الحكومة والشركات.
وقالت الجماعة في مؤتمر صحفي في واشنطن انها حصلت في 12 من يوليو تموز 2007 على تسجيل الفيديو الذي يصور هجوم طائرات الاباتشي وانها استطاعت مشاهدته والتحري عنه بعد فك كود التشفير. وأكد مسؤول عسكري امريكي طلب ألا ينشر اسمه ان التسجيل المصور والمسموع صحيح.
وقال الميجر شون تيرنر المتحدث باسم القيادة المركزية الامريكية ان تحقيقا أجري بعد الحادث بوقت قصير ووجد أن القوات الامريكية لم تكن على علم بوجود صحفيين وانها ظنت انها كانت تقاتل متمردين مسلحين. وقال تيرنر "نأسف لضياع ارواح ابرياء لكن هذا الحادث جرى تحقيق بشأنه على وجه السرعة ولم تكن هناك قط اي محاولة للتستر على أي جانب من جوانب هذا الاشتباك."

وحوى فيديو طائرات الهليكوبتر الحربية تسجيلا لمكالمات بين الطيارين وهو يعرض مشهدا مصورا من الجو لمجموعة من الرجال يتحركون في انحاء ميدان في أحد احياء بغداد. ووصف الطيارون بعض الرجال بانهم مسلحون.

وقالت الجماعة انه كان بين هؤلاء الرجال في الميدان مصور رويترز نمير نور الدين (22 عاما) ومساعده وسائقه سعيد جماغ (40 عاما) اللذان قتلا في الحادث.

وقال جوليان أسانج المتحدث باسم ويكيليكس في نادي الصحافة القومي "المجموعة التي كانت في الركن التي اطلق النار عليها كانت تضم نحو تسعة اشخاص."
وتتبعت الطائرات اثنين من الرجال قالت ويكيليكس انهما نور الدين وجماغ بعد ان وصف الطيارون كاميراتهم بأنها أسلحة. وقال المتحدث العسكري تيرنر انه خلال الاشتباك أخطأت طائرة الهليكوبتر تحديد كاميرا على أنها قاذفة صواريخ.

وفتحت طائرات الهليكوبتر بادئ الامر النار على المجموعة الصغيرة فقتلت بعضهم وأصابت اخرين بجراح (في الواقع قتلتهم جميعا واصابت واحدا وهو سعيد الذي اظهره الفيلم وهو يحاول النهوض والزحف رغم جراحه). وبعد ذلك بدقائق أتت شاحنة صغيرة وبدأت مساعدة الجرحى (مساعدة سعيد ) وفتحت الهليكوتبر النار على الشاحنة اذ ظن الطيارون ان المركبة تحمل متشددين يحاولون أخذ الاسلحة ومساعدة رفاقهم الجرحى على الهرب. وطلبت طائرات الهليكوبتر اذنا لمهاجمة المركبة وانتظرت بفارغ الصبر.

وقال صوت "هيا دعونا نطلق النار."

وتلقى الطيارون اذنا بالاشتباك مع المركبة وفتحوا النيران فقتلوا فيما يبدو عدة اشخاص في المركبة وحولها. وجرح طفلان في المركبة ونقلتهما قوات برية امريكية وصلت الى مسرح الحادث في حين واصلت طائرات الهليكوبتر التحليق فوق الرؤوس.

وقال احد الطيارين "لا بأس انه خطأهم ان يحضروا أطفالا في المعركة."

وقال ديفيد شليزنجر رئيس تحرير رويترز عن تسجيل الفيديو الذي نشرته ويكيليكس ان مقتل نور الدين وشماغ "كان أمرا مفجعا ورمزا للمخاطر البالغة التي يكتنفها تغطية اخبار مناطق الحرب."

وأضاف قوله "ان الفيديو الذي نشرته اليوم ويكيليكس لهو دليل واضح وجلي على المخاطر التي ينطوي عليها الاعلام الحربي وما قد ينشأ من الكوارث." وكانت رويترز حثت الجيش الامريكي على اجراء تحقيق كامل وموضوعي في قتل المصور ومساعده.

وعرض الفيديو الذي يصور الحادث من طائرتي هيلكوبتر امريكيتين من طراز اباتشي والصور التي التقطت من مسرح الحادث على مراسلي رويترز في بغداد في 25 يوليو تموز 2007 في افادة ليست للنشر. وقال ضباط عسكريون امريكيون قدموا هذه المواد انه يجب على رويترز ان تقدم طلبا بموجب قانون حرية المعلومات للحصول على نسخ. وتم تقديم الطلب في اليوم التالي. وقال تيرنر ان الجيش قدم وثائق لرويترز العام الماضي استجابة لطلب بموجب قانون حرية المعلومات تظهر وجود اسلحة في مسرح الحادث منها بنادق ايه.كيه047 وقاذف صواريخ ار.بي.جيه-7. وقال أسانجي انه يختلف مع الجيش الامريكي في تقييمه للحادث بان الهجوم له ما يبرره.
وقال "اعتقد أنه ان كان قتل هؤلاء الناس موافقا للقانون بموجب قواعد الاشتباك فان هذه القواعد خاطئة وخاطئة للغاية."
وأضاف قوله ان الطيارين في الفيديو يتصرفون "وكأنهم يلعبون العاب كومبيوتر وما يريدونه هو تحقيق درجات عالية" بقتل خصومهم.
ووضعت ويكيليكس الفيديو على الانترنت.


الفيلم هنا مع لقطات لحوار مسؤول موقع WikiLeaks مع قناة الجزيرة الدولية. وقد أقيم موقع خاص للفيلم بعنوان "collateral murder"

وهنا نص الحوار الذي دار بين الطيارين وهم ينفذون جريمتهم البشعة .

وهنا صور ثابتة للجريمة وللصحفيين العراقيين الشهيدين وللطفلين اللذين أصيبا بعد أن قتل والدهما ومن معه في السيارة التي جاءت لنجدة جريح، مع روابط تتعلق بالجريمة .
وهنا فيلم يتتبع مصير الطفلين المصابين

وهنا رابط صحيفة نيويورك تايمز التي تنشر تقريرا كاذبا عن الحادث في حينه ، فتقول ان الصحفيين قتلا وهما يغطيان معركة بين جيش المهدي والطائرات الامريكية
++
متابعة :

موقع ويكيليكس قد نشر انطباعه عن الفيلم وهو كما يلي:

1- ان اول الهجمات بمدفع 30 ملم قتلت كما يبدو 11 شخصا أعزل بضمنهم 2 من مصوري رويترز. أن الهجمات بصواريخ هيلفاير Hellfire قد نجحت بقتل عدة مدنيين مارين في الشارع وكذلك قتلت منقذين جاءوا لنقل الجرحى، ودمرت سيارتهم.

2- طيار الأباتشي اخطأ بتصور ان الكاميرا التي يحملها المصور نمير كانت رشاش كلاشينكوف . ثم مرة اخرى اخطأ نفس الكاميرا باعتبارها قاذفة صواريخ ار بي جي المضادة للدبابات.

3- ويظهر الفيلم الذي صورته المروحية بوضوح ان المارة في الشارع لم يكونوا يحملون اي شيء في أيديهم ومع ذلك استمرت المدافع في اطلاق النار عليهم جميعا.

4- احد المصابين (سعيد) كان يزحف ولكن المروحية ظلت تراقبه وتطوف حوله والطيار يتمنى ان يمسك الجريح بيده سلاحا لتبرير اطلاق النار عليه. وحتى لو كان لديه سلاح فلم يكن هناك قوات عراقية او امريكية يمكن ان يهددها هذا الجريح.

5- حين توقفت سيارة فان كانت مارة بالصدفة وفي داخلها طفلان (كان ابوهما يأخذهما الى درس خصوصي) ونزل من السيارة رجلان لانقاذ الجريح ، استحصل الطيار الرخصة لقتلهما من شخص بعيد وليس لديه كما يبدو رؤية مباشرة للمشهد. فامطروا السيارة وركابها بقذائف مدافع خارقة للدروع.6- استخدموا حوالي 200 جولة قذائف من خزين 252. وبما انها خارقة للدروع فهل كانت تحمل يورانيوم منضب؟

7- اشتركت مروحية أباتشي اخرى في القصف.

8- حين جاءتقوات ارضية امريكية بمركبات برادلي المقاتلة المدرعة ابلغوا بأن الجميع قتلى الا طفلين جريحين.

لم ينته القتل عند هذا . بعد حوالي 20 دقيقة ، والمروحية مازالت تحوم حول المنطقة ، قرر الطيارون فيها ان هناك حوالي 6 اشخاص (مسلحين) دخلوا مبنى تحت الانشاء بعيد قليلا عن موقع الجريمة الاولى. ولم يظهر الفيديو ان ايا من هؤلاء يحملون السلاح.

ومرة اخرى وبدون توضيح من قوات ارضية او جوية حول الوضع داخل المبنى قرروا قصف المبنى ومن بداخله بصواريخ هيلفاير مضادة للدروع. راقبوا وعلقوا على شخص يدخل المبنى وكان من الواضح انه اعزل من السلاح ولكن مع ذلك قرروا قصفه ، وشخص آخر كان يمشي على الرصيف خارج المبنى قصف ايضا .

بعد قليل جاء اثنان ايضا من المدنيين الى المبنى وكأنهما يبحثان عن ناجين ، قصفا ايضا. لم يكن هناك اي نيران ارضية موجهة للطائرة ، أي ان القتلة لم يكونوا يدافعون عن انفسهم.

بعد هذا يوجه الموقع اسئلة لوسائل الإعلام:

1- اذا نشرت وسائل الاعلام هذا الفيديو ، هل ستكون هناك مطالبات بمقاضاة هؤلاء القتلة او رؤسائهم؟

2- كيف يمكن تبرير هذه الاستخدام للقوة المفرطة والتجاهل الواضح لحياة المدنيين العزل ، في وسط مدينة مزدحمة بالسكان.؟

3- هل سنرى اكاذيب للجيش الأمريكي لتحسين صورتهم حول هذه الواقعة او انهم سوف يأملون ان ينسى الرأي العام الفيلم سريعا؟.